احمد سعيد نائب رئيس الجمهوريه
عدد الرسائل : 298 العمر : 30 الموقع : LZIZ.AHLAMONTADA.COM العمل/الترفيه : طالب المزاج : جميل جداااااااا نشاط العضو : الدوله : السٌّمعَة : 0 نقاط : 61852 تاريخ التسجيل : 15/01/2008
بطاقة الشخصية hamada: 100100
| موضوع: نبيّ الله هود عليه السلام السبت يناير 19, 2008 1:31 am | |
| نبيّ الله هود عليه السلام
وقومه قبيلة عاد
قومه :
قبيلة يقال لهم : عاد بن عوص بن سام بن نوح ، وكانوا عرباً أقوياء ، يعيشون في خصب ورغد عيش ، ولكنهم كفروا بالله ، وجحدوا نعمه ، فعبدوا من دونه الآلهة ، وجعلوها أصناماً ثلاثة يقال لأحدها صداء ، والآخر : صمود ، والثالث الهباء . ( تاريخ الطبري ) .
مساكنهم :
كانوا يسكنون مدينة عظيمة " بالأحقاف " ، وهي موضع جنوب شرق شبه الجزيرة العربية ، شمـال حضرموت ، وجنوب الربع الخالي ، وإلى الشرق من عمان والأحقاف تعنى : جبال الرمل المعوجة .. انظر الخريطة ..
الدعوة إلى التوحيد :
دعا هود - عليه السلام - قومه إلى عبادة الله وحده ، وترك عبادة الأصنام ، لأن ذلك سبيل لاتقـاء العذاب يوم القيامة .
قال تعالى :
( وإلى عاد أخاهم هودًا ، قال : يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره ، أفلا تتقون ) ( الأعراف : 65 ) .
( واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) ( الأحقاف : 21 ) .
رد الفعل :
لم يستجب قوم هود عليه السلام لدعوته ، وطلبوا منه دليلاً مادياً على صدق دعوته ، لأنهم لا يتركون آلهتهم لمجرد كلام يسمعونه منه واعتبروه بدعاً ، بل ورموه بالسفاهة ، وقالوا إن افكاره هذه نشأت من لوثة أصابت عقله بسبب دعوته لترك عبادة آلهتهم .
فلم يملك " هود " ( عليه السلام ) سوى التبرؤ منهم ، وأشهدهم على ذلك حتى لا يحاجونه عنـد الله تعالى ، وقد أُنبئنا أن أقوام الأنبياء الذين جحدوهم في الدنيا ، سوف ينكرون إبلاغهم الدعوة يوم القيامة ، ولا يجد النبي منهم من يشهد له أنه قد بلغ رسالته إلى قومه إلا أمة محمد صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً ) ( سورة البقرة : 143 ) .
وتحداهم هود ( عليه السلام ) إن كانت آلهتهم تستطيع أن تمسه بسوء ، فليسرعوا دون أن يمهلوه ، ثقة منه أنهم لا يستطيعون ، لأنه يتوكل على خالقه وخالقهم ، الذي يملك نواصي كل المخلوقات في الكون ، ويصرِّف شؤونه بحكمة واقتدار .
الترغيب بالترهيب :
لم تجُد الموعظة الحسنة ، فلجأ إلى تخويفهم من عذاب الله عز وجل إذا استمروا في إعراضهـم ، وأنه سوف يبيدهم ، ويستخلف غيرهم ، ولن يستيطعوا دفع الهلاك عن أنفسهم وفضلاً عن ذلك لا يستطيعون أن يضروا الله شيئاً . ( فإن تولوا فقد أبلغكم ما أرسلت به إليكم ،ويستخلف ربي قوماً غيركم ولا تضرونه شيئاً إن ربي على كل شيء حفيظ ) ( هود : 57 ) .
ولشدة استيلاء الشيطان على عقولهم ، واجهوا تحديه بتحديهم له ولعذاب الله عز وجل: ( قالوا أجئتنا لتأفكنا عن آلهتنا ، فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين ) ( الأحقاف : 22 ) .
وقع أمر الله :
أمسك الله عنهم المطر حتى جهدوا ، وظن هود عليه السلام أنهم قد يطلبون النجاة إذا أيقنوا بالهلاك إلا أنهم لم يزدادوا إلا عتواً وإعراضا .. فأرسل الله عليهم الريح العقيم ، سلطها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً ، حتى صارت أجسامهم كأعجاز النخل المنقعر ، وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ، سوف تظل تلاحقهم حتى يوم القيامة ... ونجى الله هودًا والذين آمنوا به برحمته من ذلك العذاب الغليظ .
عِبرة :
قوبل جبروت قوم عاد بعذاب يتناسب وجبروتهم ، وتعددت الآيات التي تصف العذاب الذي حل بهم ليكونوا عبرة لمن تسول لهم أنفسهم أن يجترئوا على مقام الله - عز وجل - ويتحدوه ، في كل زمان .
قال تعالى يصف طريقة إهلاك قوم عاد في أكثر من سورة في القرآن الكريم : ( ولما جاء أمرنا نجيـنا هودًا والذي آمنوا معه برحمة منا ، ونجيناهم من عذاب غليـظ ، وتلك عاد جحدوا بآيات ربهـم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد ، وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة ، ألا إن عاداً كفروا ربهم ألا بعدًا لعاد قوم هود ) . ( هود : 58-60 ) ( فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاءً فبعدًا للقوم الظالمين ثم أنشأنا من بعدهم قروناً آخرين ) ( المؤمنـون : 41 - 42 ) . ( فكذبوه فأهلكنـاهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ) ( 139 : الشعراء ) . ( فأما عـاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون ، فأرسلنا عليهم ريحاً صرصرًا في أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون ) ( فصلت : 150- 160 ) .
( وفي عاد إذا أرسلنا عليهم الريح العقيم ، ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم ) ( الذاريات:41- 42 ) ( إنا أرسلنا عليهم ريحاً صرصراً في يوم نحس مستمر تنـزع الناس كأنهم الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر ، فكيف كان عذابي ونذر ) ( القمر : 19 - 21 ) .
( وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية ، سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية ، فهل ترى لهم من باقية ) ( الحاقة : 6-8 ) .
أصل وصورة :
على المسلم الداعية في هذا العصـر ، ومايليه من عصور أن ينـذر من استطاع ، في سائر البـلدان والأصقاع ، بأن الله تعالى يجب أن يعبد ويطاع ، فقد أنذر سيدنا هود قومه بالأحقـاف ، ومن عذاب الله عليهم خاف . ( واذكر أخـا عاد إذ أنذر قومه بالأحقـاف ، وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله ، إني أخاف عيكم عذاب يوم عظيم ) ( الأحقاف : 21 ) .
ويجب عليه أن يتحمل أذاهم وسوء ردهم عليه ، علّه يظفر بمن يعقل ، ويكون الله تعـالى قد أراد به رشدًا ، فيهديه على يديه .
فإذا استنفذ جهده وكل حيلة ، دون جدوى ، فلا يدفعنه ذلك إلى اليأس والأسى ، كمـا لا يزعزعه ذلك عن عقيدته ومبادئه الإسلامية الحقة .
( فإن تولوا فقد أبلغكم ما أرسلت به إليكم ، ويستخلف ربي قوماً غيركم ولا تضرونه شيئًا ، إن ربي على كل شيء حفيظ ) ( هود : 57 ) .
هذا .. وإن طغيان الإنسان لا يقف عند حد ، والتقدم العلمي والتقني قد غرهم ، وجعلهم يظنون أنهم بمنأى عن عذاب الله عز وجل ، أو أن علومهم قد بلغت بهم شأواً يدرأ عنهم عقاب الله .
وهذا قول الله عز وجل يرد على ظنهم .. ( ولقد مكناهم ، فيما إن مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعاً وأبصـارًا وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء . إذا كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ) ( الأحقاف : 26 ) .
فإذا كان قوم عاد هم أصل في الكفر والجحود ، فلا يكن أقوام في عصرنا هذا هم الصورة .. | |
|